تمكّنت دبي من تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية مفضلة للزيارة، وذلك على الرغم من تداعيات جائحة "كوفيد-19"، حيث انتهجت دبي نهجاً شاملاً يتسم بالمرونة والسرعة والتنسيق العالي بين مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص منذ بداية الجائحة، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو ما مكّنها من العودة التدريجية للحياة الطبيعية.
ومنذ أن استأنفت دبي استقبال الزوار الدوليين في شهر يوليو 2020، وحتى شهر يونيو 2021، استطاعت أن تستقبل حوالي 4.1 مليون زائر خلال عام كامل، وقدمت لهم خيارات كثيرة أثرت تجاربهم.
وكانت دبي واحدة من أولى المدن العالمية الذي تقيدت بإجراءات الإغلاق وأيضا من بين المدن القليلة التي استأنفت نشاطها بوقت قصير وفتحت حدودها لاستقبال السياح مجددا بعد أن رفعت القيود بشكل تدريجي ومدروس، مع التقيد الصارم بالإجراءات الإحترازية التي تنسجم مع أفضل الممارسات العالمية.
واستناداً للرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجعل دبي المدينة الأفضل في العالم للحياة والعمل والزيارة، ولأهمية قطاع السياحة والضيافة باعتباره أحد المحركات الرئيسة لاقتصاد دبي، تقدم كلية دبي للسياحة، التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري أول منصة تعليمية متعددة التخصصات ضمن القطاع السياحي في المنطقة، لتأهيل الجيل الجديد من الشباب سواء من المواطنين أو المقيمين لدخول سوق العمل في هذا المجال الواعد.
وتمحور الهدف من تأسيس كلية دبي للسياحة حول تعزيز إمكانات الطلبة والموهوبين في الإمارة وتشجيع الشباب الإماراتيين والمقيمين على أرضها للعمل في وظائف تناسب إمكاناتهم ضمن القطاع السياحي، إذ تحرص على تصميم دورات مخصصة للراغبين بالعمل في القطاع لسدّ الفجوة بين إتمام التدريب الداخلي في المنشآت السياحية والحصول على درجة البكالوريوس الكاملة، بفضل ما تقدمه من شهادات ودورات معتمدة ضمن خمسة مجالات،تشمل السياحة والضيافة وتجارة التجزئة وفنون الطهي وإدارة الفعاليات.
وإضافةً إلى ما تقدمه الكلية من مشاركة فاعلة ودعمٍ بارز للقطاع، فإنها تركز كذلك على المهارات الحقيقية لتزويد الطلاب بالمعرفة اللازمة التي تؤهلهم للعب دور حيوي يرتكز على اعتماد الجوهر الحقيقي للضيافة الإماراتية بما يعكس أعلى معايير خدمة العملاء وأفضل الممارسات التشغيلية لتوفير تجربة تفاعلية للزوار. كما تزود الكلية طلابها ببرامج تدريب داخلي في القطاع، ما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وصقل مهاراتهم بالخبرات التي تؤهلهم ليصبحوا قادةً وسفراء السياحة في دبي والإمارات في المستقبل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال عيسى بن حاضر، المدير العام لكلية دبي للسياحة: "نحتاج إلى منهج تعليمي متكامل وشامل يسهم في تأهيل الخريجين لاستقبال السياح في دبي سنوياً، لاسيما بعد أن بدأنا مرحلة تعافي القطاع السياحي. كما نهدف في الكلية إلى تعليم وتدريب الشباب وإلهامهم خلال رحلتهم المهنية في قطاع السياحة والضيافة بدبي".
وأضاف بن حاضر: "توفر الكلية دورات تدريبية يتم تطويرها بشكل دوري لمواكبة الطلب المحلي وتوجهات سوق السفر العالمي، وذلك بالتزامن مع توفير المعرفة النظرية في الصفوف التعليمية وتزويد الطلاب بالمهارات العملية اللازمة لتأهيلهم للنجاح المهني في المستقبل".
وتابع بن حاضر قائلا: "يتولى فريقٌ من أبرز المختصين الملتزمين بالارتقاء بواقع قطاع الضيافة تقديم الدورات التدريبية لضمان إعداد قوةٍ عاملةٍ من الموهوبين المؤهلين. كما يمكن للطلاب اختبار معارفهم النظرية على أرض الواقع من خلال التدريب العملي التي تُقام بدعمٍ من خبراء القطاع. ويتاح حالياً التسجيل في برنامج الضيافة الذي سيبدأ في شهر سبتمبر المقبل للحصول على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف".
ومن جهته، قال لاكش خانشانداني، طالب في كلية دبي للسياحة باختصاص الضيافة: "وفرت لي كلية دبي للسياحة المعرفة الضرورية في القطاع، كما ساعدتني على الالتزام بقيم الاجتهاد والمثابرة والانضباط وإدراك أهميتها في مسيرتي المهنية. وزودتني الكلية من خلال نهجها التعليمي المهني بالمهارات العملية والنظرية اللازمة في القطاع السياحي، حيث تعرفت على واقع وظائف الفنادق من فئة الخمس نجوم تحت إشراف نخبةٍ من أصحاب الفنادق المرموقين".
وإلى ذلك قالت فرح مهايني، الطالبة في كلية دبي للسياحة باختصاص الضيافة: "يمتلك جميع المدربين والمحاضرين في الكلية معرفة ومجموعة من الخبراتٍ الاستثنائية في مختلف القطاعات، لاسيما السياحة والضيافة، وهذا ما ساعدني في الحصول على نصائح ومعلومات تمكنني من التعامل مع أي موقف أو حالة قد أواجهها. وتوفر الكلية تأهيلاً وتعليماً وفق أعلى المستويات، بما يشمل المعرفة النظرية والعملية التي تتعلق بقطاع الفنادق، ما أتاح لي فرصة تعلم إجراءات الفنادق والتأقلم مع عملياتها بسهولة تامة".
وتجدر الإشارة إلى أن كلية دبي للسياحة أطلقت برنامج توطين يحمل اسم "مضياف"، كمبادرة لجذب مواطنين دولة الإمارات للعمل في قطاع السياحة في دبي من خلال تدريب وتوظيف الراغبين بالعمل في هذا القطاع، ومساعدة الطلاب على معرفة اهتماماتهم لتحديد العمل المناسب لهم في القطاع بناءً على المهارات والإمكانات التي يمتلكونها. كما يساعد البرنامج قادة القطاع على فهم أهمية توظيف المواطنين الإماراتيين والاستثمار في تطوير .مساراتهم المهنية
ظهر هذا المقال في مجلة هوتيلير في 14 أغسطس 2021.
نستقبل الآن طلبات التسجيل
سبتمبر٢٠٢٥